"حين يكتب الحنين رسائله: قراءة ذرائعية في نص/ لسنا قصة عابرة/ للكاتبة اللبنانية إخلاص فرنسيس بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي
في زمن تُختزل فيه المشاعر وتُختصر القصص في عناوين عابرة، تأتي رسالة إخلاص فرنسيس "لسنا قصّة عابرة" كنداء ناعم وموجِع يعيد الاعتبار للحب كذاكرة نابضة، لا تنطفئ. لا تكتب الكاتبة قصة حب، بل تسكنها، وتترك للحنين أن يخطّ رسائله على جسد الورق، ويصنع من الغياب حضورًا دائمًا. هذه القراءة تسعى إلى تتبع خيوط النص وتفكيك مستوياته النفسية والجمالية، للكشف عن بنية الحنين حين يتجسّد لغةً، ورسالةً، وطقسَ خلود. هو نصٌّ مزيج بين الرسالة الأدبية والنثر الشعري، ويتّخذ شكل مونولوج داخلي يُكتب لحبيب غائب، فيه تماهٍ واضح بين الذات الكاتبة واللغة، وبين الذكرى والحنين، بما يحمله من شعرية وجدانية غنائية، وتكثيف شعوري ولغوي يقترب من القصيدة النثرية، لكنه يظل أقرب إلى الرسالة النثرية الشعرية ذات الطابع التأملي الغنائي. إذن: تجنيس النص: رسالة نثرية شعرية (نثر غنائي) ينتمي إلى جنس الرسائل الأدبية ذات الطابع الغنائي التأمّلي، ويمكن تصنيفه أيضًا ضمن أدب الحنين/الاعتراف/السيرة العاطفية المضمّنة. ندرس النص وفق المستويات الذرائعية : 1 . البؤرة والخلفية الأخلاقية: ...