سوريا بين فكي العاصفة: تحديات الداخل والخارج

كأن سوريا كُتِب عليها أن تكون مسرحًا دائمًا للصراعات، تتقاذفها الأمواج العاتية من الداخل والخارج، فيما تسعى جاهدةً لإعادة ترتيب بيتها المتداعي. كلما بدا أن المشهد يتجه نحو الاستقرار، انفتحت أبواب جديدة للعواصف، تحمل في طياتها تهديدات تمس الأرض والهوية والوحدة الوطنية. فما تواجهه البلاد اليوم ليس مجرد أزمات عابرة، بل اختبارات مصيرية قد تحدد ملامح مستقبلها لعقود قادمة . الجنوب السوري: بوابة الأطماع القديمة الجديدة لطالما كانت العيون الإسرائيلية شاخصة نحو الجنوب، تبحث عن ذريعة لتثبيت موطئ قدم جديد، وحين جاء الصوت المنفرد المنادي بالحماية، تلقفته الآلة السياسية كأنما تنتظر الإشارة. لا يخفى على أحد أن الأطماع في هذه المنطقة ليست وليدة اللحظة، فكل خطوة تُقدِم عليها تل أبيب لا تُقرأ بمعزل عن استراتيجيتها بعيدة المدى. غير أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في تحركاتها العسكرية أو السياسية، بل في قدرتها على النفاذ من الشقوق التي قد تنفتح في الجدار السوري، إذا لم يُحكم بناؤه بتماسك وطني راسخ . التوازنات الدولية: رقعة الشطرنج المعقدة في ظل دعوة إسرائيلية لروسيا للإبقاء...