المشاركات

سوريا بين فكي العاصفة: تحديات الداخل والخارج

صورة
  كأن سوريا كُتِب عليها أن تكون مسرحًا دائمًا للصراعات، تتقاذفها الأمواج العاتية من الداخل والخارج، فيما تسعى جاهدةً لإعادة ترتيب بيتها المتداعي. كلما بدا أن المشهد يتجه نحو الاستقرار، انفتحت أبواب جديدة للعواصف، تحمل في طياتها تهديدات تمس الأرض والهوية والوحدة الوطنية. فما تواجهه البلاد اليوم ليس مجرد أزمات عابرة، بل اختبارات مصيرية قد تحدد ملامح مستقبلها لعقود قادمة .   الجنوب السوري: بوابة الأطماع القديمة الجديدة لطالما كانت العيون الإسرائيلية شاخصة نحو الجنوب، تبحث عن ذريعة لتثبيت موطئ قدم جديد، وحين جاء الصوت المنفرد المنادي بالحماية، تلقفته الآلة السياسية كأنما تنتظر الإشارة. لا يخفى على أحد أن الأطماع في هذه المنطقة ليست وليدة اللحظة، فكل خطوة تُقدِم عليها تل أبيب لا تُقرأ بمعزل عن استراتيجيتها بعيدة المدى. غير أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في تحركاتها العسكرية أو السياسية، بل في قدرتها على النفاذ من الشقوق التي قد تنفتح في الجدار السوري، إذا لم يُحكم بناؤه بتماسك وطني راسخ .   التوازنات الدولية: رقعة الشطرنج المعقدة في ظل دعوة إسرائيلية لروسيا للإبقاء...

تجليات العزلة والاعتراف في السرد الوجداني : قراءة في بناء الذات المتشظية في نص ( امرأة تتشابك مع بقاياها) للأديبة والفنانة التشكيلية المصرية سهير شكري بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي

صورة
      الخاطرة هي بوح الوجدان. وهي جنس أدبي سردي من أكثر الأشكال الأدبية تعبيرًا عن عمق المشاعر والتجارب الإنسانية، حيث يتجلّى الصوت الداخلي للكاتب بحرية دون قيود السرد التقليدي. في هذا النوع من الكتابة، تمتزج العاطفة بالتأمّل، وتتحوّل الكلمات إلى مرآة تعكس الانكسارات، الآمال، والبحث عن الذات. النص الذي بين أيدينا يمثل نموذجًا لهذا التدفق الشعوري، إذ يرسم ملامح العزلة والاعتراف الذاتي من خلال صور حسّية ولغة صادقة، ليكشف عن رحلة إنسانية تتأرجح بين الألم والتصالح مع الماضي، في مونولوج داخلي يغوص في خبايا الذات ويعيد تشكيل الذكريات والانفعالات ضمن إطار تأمّلي حزين .   البنية السردية واللغة النص يعتمد على ضمير المتكلم، مما يمنحه طابعًا اعترافيًا يعزز من صدق العاطفة وحرارة التجربة. فالساردة تستعرض رحلتها النفسية في مساحات الوحدة والانكسار، مستخدمة صورًا حسية تعكس حالتها الشعورية المتذبذبة بين الأمل واليأس، مثل : " امرأة تتشابك مع بقاياها" → صورة تجسد التشظّي الداخلي والتشابه بين الإنسان وظلّه الماضي . " وحدي أنتظر على رصيف الرحيل" → تعبير قوي عن الإحساس بالتخل...

مي سكاف: نجمة الحرية التي أبت أن تنطفئ _ بقلم د. عبيرخالد يحيي

صورة
لم تكن مي سكاف مجرد فنانة عابرة في المشهد السوري، بل كانت روحًا متمر دة، حملت على عاتقها صرخة وطن، ووهبت صوتها للحرية حين اختنقت الأصوات. لم تختر أن تقف على الهامش، بل غرست قدميها في قلب العاصفة، ودفعت الثمن من حياتها، من وطنها، ومن أحلامها التي تناثرت في المنفى كما تتناثر الأوراق في مهب الريح. حين يصبح الفن موقفًا ولدت مي سكاف عام 1969، وبرزت كممثلة موهوبة، تركت بصماتها على الدراما السورية من خلال أعمال رسخت حضورها في الوجدان، مثل "العبابيد" و*"أنا وأربع بنات"*. لكنها لم ترَ في الفن مجرد وسيلة للظهور، بل بوابة للحقيقة. وعندما اشتعلت شرارة الثورة السورية عام 2011، لم تبقَ خلف الكاميرات، بل نزلت إلى الشارع، وهتفت كما يهتف الأحرار: "حرية، كرامة، عدالة." لم تكن الثورة شعارًا تردده، بل حياة اختارتها. واجهت الاعتقال، تعرضت للملاحقة، لكنها لم تتراجع. وعندما ضاقت بها الأرض في وطنها، وجدت نفسها في منفى قاسٍ، حيث المدن غريبة والسماء بلا وطن، لكنها ظلت هناك، على الضفة الأخرى، شاهدة على جرح بلادها، تكتب وتصرخ وتقاوم بالكلمة والصورة، وكأنها تريد أن تبقى صوتًا ...

حسن نصر الله: زيف إيران الذي احترق بنيران الحقيقة_ بقلم الدكتورة عبير خالد يحيي

صورة
  كان صوتُه يصدحُ من خلفِ الشاشات، مغمورًا بوهجِ الشعاراتِ والوعودِ الزائفة. رجلٌ نسجَ خيوطَ سلطتهِ بدماءِ الأبرياءِ، وتاجرَ بالمقاومةِ ليرسُمَ مجدًا مزيفًا فوقَ أنقاضِ المدنِ والقرى. حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، لم يكن مجردَ قائدٍ لميليشيا مسلحة، بل كان اليدَ التي امتدَّتْ لتخنقَ لبنان، وتُدمِّرَ سوريا، وتنشرَ الإرهابَ إلى أقاصي العالم. لبنان: وطنٌ رهينةُ السلاح والجريمة في بيروت، حيثُ كان يُفترضُ أن تنبضَ الحياةُ بحريةٍ وكرامة، باتتِ الشوارعُ تُدارُ بحساباتِ الخوفِ والولاءِ لمن يحملُ السلاح. حزبُ الله، بقيادةِ نصر الله، أحكمَ قبضتَهُ على الدولة، فجعلَها رهينةَ سياساتهِ، وأدخلَها في صراعاتٍ إقليميةٍ لم تجنِ منها سوى الخرابِ والعزلة. تلطّخت يداهُ باغتيالِ شخصياتٍ بارزة، كان لها الدورُ الأكبرُ في الدفاعِ عن سيادةِ لبنان واستقلالهِ، وعلى رأسهم: رفيق الحريري (2005): رئيسُ وزراءِ لبنان الذي كان يسعى لتحجيمِ نفوذِ الحزبِ وإخراجِ الوصايةِ السورية من لبنان، فتمَّ تفجيرهُ في عمليةٍ دمويةٍ هزّتِ البلاد. جبران تويني (2005): الصحفي الحرُّ الذي نادى بسيادةِ لبنان، فتمَّ اغتيالُهُ بسيا...