قراءة الأديبة السورية ليلى أحمد لرواية ( بين حياتين) للدكتورة عبير خالد يحيي
سيرة ذاتية / CV
د. عبير خالد يحيي
طبيبة أسنان سورية
خريجة جامعة دمشق – كلية طب الأسنان 1990
من مدينة طرطوس في سوريا, مقيمة حاليًا
بالإسكندرية في جمهورية مصر العربية .
عملت بمهنة طب الأسنان طوال 20 عامًا بين عيادتي
الخاصة والمراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة في الجمهورية العربية السورية.
شاركت بالعديد من المؤتمرات الطبية.
أما في مجال الأدب:
ناقدة ذرائعية .
شاركت بدراسات نقدية تطبيقية على النظرية
الذرائعية التي وضعها الدكتور عبد الرزاق عوده الغالبي, وكان لي القسم العملي في
كتابه ( الذرائعية في التطبيق) إصدار 2017 .
دراسات نقدية تطبيقية على النظرية الذرائعية في
الموسوعة الذرائعية المؤلفة من ثلاثة مجلدات ( الذرائعية بين المفهوم الفلسفي
واللغوي- الذرائعية والأجناس الأدبية- الذرائعية في التطبيق مزيدة ومنقحة) إصدار
دار النابغة للعام 2018
كتبت العديد من المقالات الأدبية التي نشرت
بالمواقع العالمية.
كتبت الشعر والقصة القصيرة .
كتبت العديد من الدراسات النقدية الأدبية حسب
نظريات ما بعد الحداثة, وأهمها التفكيكية لنصوص أدباء وشعراء عرب من مختلف البلدان
العربية تزيد عن الأربعين نقدًا .
كما كتبت العديد من المقدمات لأدباء وشعراء عرب .
لي العديد من الدراسات النقدية الذرائعية على
العديد من الروايات والدواوين والمجموعات القصصية والنصوص المسرحية تمت مناقشتها
في قصور الثقافة المصرية واتحاد الكتاب .
قدمت ندوات نقدية على هامش معرض القاهرة الدولي
للعامين 2018- 2019 وطبعت دراساتي في كتيب المعرض.
العضويات الأدبية :
عضو اتحاد الكتاب المصريين.
عضو شرف في مؤسسة الكرمة للتنمية الثقافية
والاجتماعية في مصر.
عضو اتحاد الأدباء الدولي ( المركز العام أمريكا ).
عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب .
مدير رابطة الأدباء والنقاد والمترجمين العرب .
عضو مؤسس في حركة التصحيح والتجديد والابتكار في
الأدب العربي.
عضو مؤسس في مبادرة أكوا للكتابة الإبداعية
إصدارات مطبوعة :
الذرائعية في التطبيق (آلية نقدية عربية )
بالاشتراك مع المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي صادر عن مؤسسة الكرمة
الثقافية للعام دارشعلة الإبداع القاهرة2017
موسوعة الذرائعية مع المنظر العراقي عبد الرزاق
عوده الغالبي, إصدار دار النابغة للنشر , للعام2018 وهي عبارة عن ثلاثة مجلدات:
2- الذرائعية اللغوية بين المفهوم الفلسفي واللغوي
( مشترك مع الأستاذ عبد الرزاق عوده الغالبي)
الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية
الذرائعية في التطبيق طبعة مزيدة منقحة
الذرائعية والعقل صادر عن اتحاد الكتاب في
العراق في العام 2021
/السياب يموت غدًا/ دراسات ذرائعية لقصائد للشاعر
العراقي عبد الجبار الفياض
في العام دار شعلة الإبداع القاهرة 2017
أدب الرحلات المعاصر بمنظور ذرائعي/ إصدار دار
الحكمة – القاهرة-2020
قصيدة النثر العربية المعاصرة بمنظور ذرائعي/
إصدار دار الحكمة القاهرة – 2020
تحليل نقدي في أدب الفانتازيا والخيال العلمي
عند المنظر عبد الرزاق عوده الغالبي- دراسات ذرائعية للناقدة الدكتورة عبير خالد
يحيي/ إصدار دار المفكر العربي – القاهرة 2020
لملمات / مجموعة قصص مكثفة إصدار دار فلاور
القاهرة 2016 منشورة في موقع أمازون ككتاب الكتروني.
/ عطايا / مجموعة شعرية إصدار دار فلاور القاهرة
2016
/ رسائل من ماض مهجور / مجموعة قصص قصيرة إصدار
دار النوارس الاسكندرية 2016
/ ليلة نام فيها الأرق / مجموعة قصص قصيرة إصدار
دار النابغة طنطا 2018
/ قصيدة لم تكتمل / مجموعة شعرية إصدار مؤسسة الشريف للكتاب القاهرة 2019
/ بين حياتين / رواية إصدار دار المفكر العربي
القاهرة 2020
إصدارات مشتركة :
1- /همس النوارس بعدة أجزاء/ ديوان شعر مشترك دار النوارس الاسكندرية 2016
2- /مقهورات عربيات / مجموعة قصصية مشتركة دار
النوارس الاسكندرية 2016
3- /قهر الرجال /مجموعة قصصية مشتركة دار النوارس
الاسكندرية 2016
4- /كليب .. / مجموعة قصصية مشتركة
5-/مرايا قصصية/ مع عدد من الأديبات من مختلف أقطار
الوطن العربي صادر في الأردن 2019
كاتبة لدى العديد من المواقع الإلكترونية
العالمية :
-الحوار المتمدن / ألمانيا /
- مركز النور / السويد/
- الصدى / أمريكا/
- المثقف / استراليا /
- كتابات, كتابات في الميزان, منبر العراق الحر /
العراق /
والعديد من المواقع الأخرى .
- شاركت بالعديد من المؤتمرات والمهرجانات
الدولية, منها المؤتمر الدولي العاشر للجمعية المصرية للدراسات السردية – جامعة
قناة السويس والمؤتمر العلمي الأول لقسم اللغة العربية بكلية التربية – جامعة
دمنهور.
نشر بحثي النقدي كاملًا بكتاب المؤتمر المحكم.
-شاركت بمهرجان للإبداع الشعري في تونس وقدمت
محاضرة في النقد الذرائعي ضمن برنامج المهرجان في العام 2019
_ كان لي مشاركة ببحث علمي ذرائعي في المؤتمر
الدولي /الإسهامات العربية في تجديد البلاغة وتحليل الخطاب, قراءة في أعمال
الدكتور عماد عبد اللطيف/ في المركز الأكاديمي للدراسات الثقافية والأبحاث
التربوية المنعقد في المغرب بتاريخ 7 مارس 2020, نشر البحث في كتاب المؤتمر بعد
تحكيمه
فزت بجائزة أدب المرأة ( نقد أدبي ) في اتحاد
الأدباء الدولي مقره أمريكا للعام 2016
تم تكريمي بموقع ( المثقف- استراليا سيدني) بنيل
درع المثقف جائزة أدب المرأة ( نقد أدبي) للعام 2018
فزت بجائزة مركز النور (السويد( للعام 2019 بمحور دراسات نقدية
تم تكريمي في مؤتمر اتحاد الأدباء الدولي في
القاهرة في العام 2019
للاتصال عبر الإيميل : abeer.yahia7@gmail.com
مقدمة
كما الصائغ الذي يصنع لنفسه حلية فيعطيها كل
ماعنده من موهبة وحرفية..
هكذا كانت رواية بين حياتين للدكتورة عبير خالد
يحيى الاديبة التي خبرت كل النظريات النقدية الادبية وتخصصت في النظرية الذرائعية
فجاءت روايتها عملا ادبيا مدروسا بعناية ذلك الصائغ
عن روايتها تقول:
(إن غالية أتعبتني .. أتعبتني جدًّا
أو أنا التي أنهكتها ...؟!
لا أدري)
.
القراءة
------------
في رواية " بين حياتين "
للأديبة والناقدة الذرائعية عبير خالد يحيى
بين حياتين عنوان الرواية وهو العتبة الأولى.
بين: ظرف زمان ومكان
حياتين: الحياة هي مجموعة هي النشاط الاجتماعي
الذي يمارسه الشخص ضمن منظومة معينة متأثرًا بكافة الظروف العائلية والإقليمية
والمادية و...التي تحيط به
بين هنا تشير إلى نموذجين من الحياة عاشتها بطلة
الرواية في فترتين متعاقبتين ومكانين مختلفين بما في حياتها من تغيرات على أكثر من
صعيد .
أما الغلاف فقد حمل لوحة وجهية لأنثى تأتزر وشاحًا
أحمرَ وقد أخذ اللون الأسود النصف الأيسر من اللوحة وتلاشى تدريجيًّا باتجاه
الجانب الآخر, وكأنه يجسّد حياتين مختلفتي اللون والرؤى,
الكاتبة د عبير خالد يحيى
الجنس رواية
وقد أدركت الكاتبة وهي الناقدة الذرائعية أن ما
ستورده من أحداث ممتدة على مدى عقود سيكون زاخرًا بالأحداث على جميع الصعد الاجتماعية
والسياسية والشخصية, وسوف يشد القارئ إلى النهاية.
يطالعك في الصفحة الأولى الإهداء:
إلى من علمني فن الحياة
وأتساءل هل كانت في غفلة عن ممارسة الحياة كفنٍّ
يضفي السعادة ويشيع الفرح والتجدد؟
الرواية سوف تجيبنا ...
تلى الإهداء مقدمة كانت للمنظّر الناقد عبد
الرزاق عودة الغالبي الذي كشف الثيمة العامة في الرواية وأطّرها ضمن إطار السيرة
الذاتية حيث ورد فيها:
"تظل الدنيا ساحة للعب لا يجيد اللعب فيها إلا من عرف فنونها
بين حياتين عمل أدبي سردي معاصر اشتغلت فيه
الروائية عبير خالد يحيي بتكنيك سردي معاصر تنتقل بين الأحداث بحركة سردية رشيقة
وتنقل أحداث طفولة بطلتها وكأنها تعيشها (هي )
وكأنها رافقت الطفولة قرينًا لا يبارحها فصحبته
صديقًا ليعيش معها وسجينًا يساكنها البيت والمدرسة يمثل رمز للطفولة المستديمة
عندها بصورة مستقلة(قرينًارمزيًّا) يساكنها العيش حتى العقد الخامس
من العمر ...
وقد مسّني الطفل بعلاقتي منها"
*******
ضمت الرواية واحدًا وعشرين فصلًا وهي:
الصديق الخيالي-رسائل الماضي- تداعيات الوداع- خريف
ساخن- الهروب- أيام عذرية -القفص الحديدي- زينة الحياة الدنيا- قصمة الظهر- سقوط إلى
القاع- على طاولة القمار - حرب بالنيابة - جنتي- هواجس-منبوذ- زوبعة –المراوغة- -على
حافة منعطف -الرجولة - بعث جديد- عودة الصديق الخيالي-النهاية
تعددت أصوات الساردين في الرواية:
غالية بطلة القصة
القرين عصام
الابنة نور في الفصل الرابع عشر
سامي خطيب نور في الفصل الخامس عشر
والأستاذ المشرف في الفصلين السادس عشر والثامن
عشر
اختتمت الرواية بحوار بين القرين والأستاذ
المعلم الذي انتشل غالية من قبر افتراضي استكانت للمكوث فيه لتعلن في النهاية
انتصارها وخروجها نحو النور وانتقالها إلى حياة جديدة حيث تقول:
( أما أنا فحياتي الجديدة رسالة متروكة في صندوق
البريد أطّرتها في صورة علقتها على ناصيتي حروفها تتراقص فرحا مع كل انجاز اعيشه
في الحياة التي فزت بها عندما انتشلتني يد سمحاء من عنق الزجاجة من قبري الذي دفنت
فيه يأسي وبؤسي
قال لي أنه يبحث عني منذ عشر سنوات ليعطيني
خلاصة علمه لكن علي أولًا أن أعود إلى الحياة, فالميت لا يحتاج علمًا وعلي أن أؤمن
بنفسي, ومضيت معه أتعلم فن الحياة (
.
تجري الأحداث بطيئة من الفصل الأول وحتى الفصل
الثاني عشر ,ومن ثم تتسارع الأحداث وصولًا إلى نهاية الرواية.
وهي من الروايات التي تعرض لمرض نفسي عند البطلة.
نلاحظ ظهور المصطلحات الطبية والمعلومات الطبية ولا
عجب وهي الطبيبة التي عملت لأكثر من عشرين عامًا في المستشفيات والمراكز الصحية,
وذلك في وصفها لحالة والدتها التي أصيبت
بالسرطان:
(ورم في المعدة تم كشفه استدعى استئصال لجزء
كبير منها مع ملحقات مجاورة ، ان يعيش الانسان بلا معدة يعني ان يحسب حساب قطرة
الماء عندما تتجاوز جوف فمه العطش لتكون سوطًا يجلد الأمعاء إلى أن تنتهي إلى دورة
استقلاب مبتورة في منتصفها)
تعرض في الصفحة 176مرض النوم القهري الذي تصاب به
غالية إثر حضور مصطفى وزوجته إلى بيروت:
(نوبات نعاس لا يمكن مقاومتها أثناء النهار -الشلل المفاجىء أثناء
اليقظة -)
ووصفها لجسدها أثناء المرض العصبي حيث اضطرت
لتعاطي الحبوب المهدئة بوصفة من طبيبها (أعطاني الدواء لأرفع من مقاومتي أمام مريض لا
يقبل العلاج, يعيش معنا وأنا مسؤولة عنه بشكل أو بآخر )ص202
-بالرغم من كل الاستلاب والظلم الذي واجهته غالية
من قبل مصطفى غير أن الكاتبة لم تشن هجومًا على الجنس الآخر, وبقيت غالية إنسانة
متزنة تتعامل مع كل شخص بما هو عليه من فكر وسلوك, ففي حياتها ذكور كانوا على قدر
من الأخلاق والمسؤولية, كوالدها وأخيها وأخيرًا أستاذها الذي علمها فن الحياة وفقا
لما قالته.
في الحديث عن تعدد الساردين تأخذ نور دور السارد
في الفصل الرابع عشر حيث تعرض لقصتها مع زميلها سامي وتعلقها به,
أما في الفصل الخامس عشر (منبوذ)فيظهر لنا سامي
كراوٍ آخر عرض قصته مع والده الطبيب الذي أساء إلى أم سامي بسبب أهله, مما حدا بها
إلى التخلي عن ولدها ورفضه رفضًا قاطعًا...
وهنا نرى نموذجًا آخر للمرأة المعنّفة بالمقارنة
مع غالية نموذجًا انطوى تحت تصنيف النرجسية, ليطالعنا سارد آخر وهو على الأغلب أستاذ
غالية المنقذ الذي خلصها ودفع بها إلى الحياة من جديد.
ظهرت التقريرية والشروحات في بعض الصفحات مثلًا
حول حرب 1973وحول فوضى بداية الحرب التي شنّت على سوريا بالوكالة, وكذلك الشروحات
عن المسائل الطبية (الصديق الوهمي), ولكن كان ذلك وفق سياق الكلام بشكل متصل,
قد نلاحظ أيضًا الوصف المسهب في بعض الفصول,
ولكنه جاء جميلًا ,إذ أنه وصف لبعض التفاصيل بحيث أعطى العمل تشويقًا وجمالًا .
كما أن الحوار أخذ مساحة لافتة في الرواية.
الروائية عبير شاعرة ولها العديد من المجموعات
وقد ترك ذلك أثرًا في كتابتها حيث لم يخل فصل من مقدمة شعرية.
في بداية الفصل التاسع الذي سردت فيه قصة مرض
ووفاة والدتها كتبت:
مازالت زهرة القرطاسية وفية
لم تنس ملامحك
يعبق عطرها، تخضوضر، وتكتسي بألوان هاربة
تهب نفسها لكل من يشبهك
تظنه أنتِ
ويبقى الأسود يؤطر قلبي
بالإضافة إلى شاعرية القص, ففي وصف نور لسامي :
(شاب وسيم حد الشهقة يوم وقعت عينه على قلبي
هطلت علي مطرًا من حب وهيام)
رواية بين حياتين من الروايات التي تناولت الأمراض
النفسية:
غالية التي وقعت في مرض الاكتئاب ومن ثم النوم
القهري بسبب مصطفى:
مصطفى المصنف في علم النفس ضمن الحالات النرجسية
التي لا يمكن أن تتغير إلا نحو الأسوأ لم تكتشفها غالية الا بعد مرور زمن طويل
وتتذكر أنه كان يردد جملة ( إن لم أستطع أن أظفر بك ستبقين حسرة محشوة في حلقي)
تعددت الشخصيات النرجسية في الرواية:
كوالدة مصطفى, ووالد سامي الذي تسبب في حرق
والدة سامي وتشويه وجهها ومن ثم طلاقه لها ومعاملة ابنه معاملة سيئة.
والدة سامي أيضًا لم تكن خارج هذه الدائرة وهي
التي رفضت حتى النظر في وجه وليدها أو الاعتراف به قائلة :
(أنا أريد أن أترك له ذكرى دائمة)
في القيم التي طرحتها في متن الرواية:
ظهر لنا الشعور الوطني ومحبة المدينة التي هي
مسقط رأسها, كما ظهر لنا الشعور الإنساني خاصة عندما تطوّعت في المراكز الصحية في
لبنان لمعالجة اللاجئين السوريين.
مما لفت نظري وصفها للمجتمع السوري قبل الأزمة
بأنه مجتمع متعدد ولكنه مترابط متحاب إلى أن بدأت الأحداث وانتشر الخطف وخيّم
الخوف والشك على الناس بأيد غريبة, وهاجر معظم أبناء المدن المنكوبة إلى مدينة
طرطوس, وهنا نقف على مدى تفهّم الناس هنا
لطبيعة الحرب ومدى موضوعية أهل المدينة وتعلقهم ببلدهم موحدًا.
في الختام
(بين حياتين ) رواية تندرج تحت تسمية الأدب النسوي سواء من حيث
موضوعها الذي تناول بشكل رئيسي موضوع تعنيف المرأة وما يندرج تحت هذا العنوان من
حالات، أو من حيث المؤلف الذي كان هنا امرأة, والجدير بالذكر أن الناقدة عبير خالد
يحيى لها مقالًا حول هذا الموضوع على مدونتها.
أخيرًا :
الرواية ممتعة جدًّا بكل ما فيها
أرجو أن أكون قد وفقت في قراءتي
وأدعوكم إلى نشر قراءاتكم مشكورين.
ليلى أحمد
تعليقات
إرسال تعليق