مي سكاف: نجمة الحرية التي أبت أن تنطفئ _ بقلم د. عبيرخالد يحيي

لم تكن مي سكاف مجرد فنانة عابرة في المشهد السوري، بل كانت روحًا متمر دة، حملت على عاتقها صرخة وطن، ووهبت صوتها للحرية حين اختنقت الأصوات. لم تختر أن تقف على الهامش، بل غرست قدميها في قلب العاصفة، ودفعت الثمن من حياتها، من وطنها، ومن أحلامها التي تناثرت في المنفى كما تتناثر الأوراق في مهب الريح. حين يصبح الفن موقفًا ولدت مي سكاف عام 1969، وبرزت كممثلة موهوبة، تركت بصماتها على الدراما السورية من خلال أعمال رسخت حضورها في الوجدان، مثل "العبابيد" و*"أنا وأربع بنات"*. لكنها لم ترَ في الفن مجرد وسيلة للظهور، بل بوابة للحقيقة. وعندما اشتعلت شرارة الثورة السورية عام 2011، لم تبقَ خلف الكاميرات، بل نزلت إلى الشارع، وهتفت كما يهتف الأحرار: "حرية، كرامة، عدالة." لم تكن الثورة شعارًا تردده، بل حياة اختارتها. واجهت الاعتقال، تعرضت للملاحقة، لكنها لم تتراجع. وعندما ضاقت بها الأرض في وطنها، وجدت نفسها في منفى قاسٍ، حيث المدن غريبة والسماء بلا وطن، لكنها ظلت هناك، على الضفة الأخرى، شاهدة على جرح بلادها، تكتب وتصرخ وتقاوم بالكلمة والصورة، وكأنها تريد أن تبقى صوتًا ...