المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2025

مي سكاف: نجمة الحرية التي أبت أن تنطفئ _ بقلم د. عبيرخالد يحيي

صورة
لم تكن مي سكاف مجرد فنانة عابرة في المشهد السوري، بل كانت روحًا متمر دة، حملت على عاتقها صرخة وطن، ووهبت صوتها للحرية حين اختنقت الأصوات. لم تختر أن تقف على الهامش، بل غرست قدميها في قلب العاصفة، ودفعت الثمن من حياتها، من وطنها، ومن أحلامها التي تناثرت في المنفى كما تتناثر الأوراق في مهب الريح. حين يصبح الفن موقفًا ولدت مي سكاف عام 1969، وبرزت كممثلة موهوبة، تركت بصماتها على الدراما السورية من خلال أعمال رسخت حضورها في الوجدان، مثل "العبابيد" و*"أنا وأربع بنات"*. لكنها لم ترَ في الفن مجرد وسيلة للظهور، بل بوابة للحقيقة. وعندما اشتعلت شرارة الثورة السورية عام 2011، لم تبقَ خلف الكاميرات، بل نزلت إلى الشارع، وهتفت كما يهتف الأحرار: "حرية، كرامة، عدالة." لم تكن الثورة شعارًا تردده، بل حياة اختارتها. واجهت الاعتقال، تعرضت للملاحقة، لكنها لم تتراجع. وعندما ضاقت بها الأرض في وطنها، وجدت نفسها في منفى قاسٍ، حيث المدن غريبة والسماء بلا وطن، لكنها ظلت هناك، على الضفة الأخرى، شاهدة على جرح بلادها، تكتب وتصرخ وتقاوم بالكلمة والصورة، وكأنها تريد أن تبقى صوتًا ...

حسن نصر الله: زيف إيران الذي احترق بنيران الحقيقة_ بقلم الدكتورة عبير خالد يحيي

صورة
  كان صوتُه يصدحُ من خلفِ الشاشات، مغمورًا بوهجِ الشعاراتِ والوعودِ الزائفة. رجلٌ نسجَ خيوطَ سلطتهِ بدماءِ الأبرياءِ، وتاجرَ بالمقاومةِ ليرسُمَ مجدًا مزيفًا فوقَ أنقاضِ المدنِ والقرى. حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، لم يكن مجردَ قائدٍ لميليشيا مسلحة، بل كان اليدَ التي امتدَّتْ لتخنقَ لبنان، وتُدمِّرَ سوريا، وتنشرَ الإرهابَ إلى أقاصي العالم. لبنان: وطنٌ رهينةُ السلاح والجريمة في بيروت، حيثُ كان يُفترضُ أن تنبضَ الحياةُ بحريةٍ وكرامة، باتتِ الشوارعُ تُدارُ بحساباتِ الخوفِ والولاءِ لمن يحملُ السلاح. حزبُ الله، بقيادةِ نصر الله، أحكمَ قبضتَهُ على الدولة، فجعلَها رهينةَ سياساتهِ، وأدخلَها في صراعاتٍ إقليميةٍ لم تجنِ منها سوى الخرابِ والعزلة. تلطّخت يداهُ باغتيالِ شخصياتٍ بارزة، كان لها الدورُ الأكبرُ في الدفاعِ عن سيادةِ لبنان واستقلالهِ، وعلى رأسهم: رفيق الحريري (2005): رئيسُ وزراءِ لبنان الذي كان يسعى لتحجيمِ نفوذِ الحزبِ وإخراجِ الوصايةِ السورية من لبنان، فتمَّ تفجيرهُ في عمليةٍ دمويةٍ هزّتِ البلاد. جبران تويني (2005): الصحفي الحرُّ الذي نادى بسيادةِ لبنان، فتمَّ اغتيالُهُ بسيا...

أدب الفتيان: جسرٌ بين الطفولة والنضج رواية (كعك جابر) للأديبة السورية فيحاء نابلسي أنموذجًا دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم الناقدة الذرائعية السورية د. عبير خالد يحيي

صورة
         يعدُّ أدب الفتيان أحد الفروع المهمة في الأدب، إذ يشكّل مرحلة انتقالية بين أدب الأطفال وأدب الكبار، مستهدفًا الفئة العمرية التي تتراوح بين الثانية عشرة والثامنة عشرة عامًا. يتميز هذا الأدب بقدرته على محاكاة اهتمامات الفتيان وتطلعاتهم، مستعينًا بأساليب سردية مشوّقة، وموضوعات تمسّ واقعهم النفسي والاجتماعي، مما يجعله أداة فعالة في بناء وعيهم وتوسيع آفاقهم الفكرية. يعتمد أدب الفتيان على عناصر سردية تشدُّ القارئ، مثل المغامرة، والتحدي، والبحث عن الهوية، فضلاً عن استكشاف القضايا الاجتماعية والقيم الأخلاقية بطريقة تناسب مستوى إدراك الفتيان وتساهم في تنمية شخصياتهم. كما أنّه يُسهم في تشكيل وعيهم النقدي، ويحفّزهم على التفكير والتساؤل، مما يجعله وسيلة تعليمية وتثقيفية بامتياز. من جهة أخرى، يجمع أدب الفتيان بين التسلية والفائدة، حيث يقدّم قصصًا تتراوح بين الواقعية والخيالية، مستعرضًا تجارب الحياة من زوايا مختلفة، مما يتيح للفتيان فرصة لفهم العالم بشكل أعمق. كما يتيح لهم التعرف على ثقافات أخرى، واكتساب مهارات جديدة من خلال الشخصيات التي تواجه تحديات ...