طقوس العشق_ بقلم عبير خالد يحيي
هو سرٌّ يسكنُ بين خفقةٍ وحرف،
ينبضُ كلّما صمتتِ القصيدة.
أنا التي أُصغي إلى النارِ حين تهمس،
وأخفي في صدري نداءاته
في مساءٍ بعيد،
حين خفتَ النورُ في الأشياء،
أيقنتُ أن القصيدةَ وحدها تتنفّسُ نيابةً عني.
كتبتُك وأنت هناك،
وجدتُك في تلك المسافة
بين الوجعِ والدهشة،
في رعشةِ الكلمة حين تلامسُ الشغاف.
أنا...
صوتُ الحنينِ وقد تخلّى عن شكله،
أغزلُ من صمتي وشاحًا للحروف،
وأتركُ للعطرِ ميزةَ العبورِ بين الضلوع
ليذكّرني بك.
حين أمرُّ على المساء،
تسهو عني الطرقات،
وأصيرُ ظلًّا من نور،
تبحثُ عنه القصيدةُ
كلّما تنفّستْ ورقةٌ بيضاء.
لا اسمَ لك في لغتي،
لكنَّ قلبي يعرفُ حروفَك،
ينبضُ لها كلّما ارتجفَ الحبرُ في وريدي.
أكتبُك… لا لأراك،
بل كي أهدأ،
ويطمئنَّ قلبي أن صمتَهُ
ما زالَ يُنجبُك.
تتسلّلُ إليَّ كالماء في حجرٍ صبور،
تسكنُ نواياي قبل أن أنطق،
وتعلّمني أن الحُبَّ
ليس قولًا،
هو انحناءةُ روحٍ تلمسُ غيابَكَ.
أنا شاعرة..من
نصفُ حبرٍ ونصفُ لهب،
أواريك في المجازات،
أُطمركَ عميقًا في المعنى،
كما تُخفي الأرضُ بذرتَها في ظلامها،
لأن النورَ لا يولدُ إلا من عمقِ العتَمة.
وحين يذوي لهيبي،
لا أنهيك ولا أنتهي.
أتركُ على الطاولة ظلًّا من قلبي،
يضيءُ للحرفِ طريقه إلى الفجر.
أعرفُ أن عينيَّ لن تراك،
لكني أراك تتجسّدُ من الضوءِ الذي يخرجُ من يدي.
تطلُّ ملامحُك من رمادِ الكلام،
كأنكَ الوعدُ الأولُ للنار،
وكأنني الخلقُ الثاني للقصيدة.
كلُّ ما فيَّ يكتبك:
دموعي حبرٌ،
أنفاسي صلاة،
وصمتي مئذنةٌ للحبّ مفتوحةً على الصدى.
وحين أضعُ القلمَ،
ينهضُ فيّ جمرٌ آخر،
يريد أن يكتبكَ من جديد.
وهكذا،...
يظلّ العشقُ فيَّ نارًا لا تكلّ،
تُعيدُ ولادتي كلَّما ظننتُ أني انتهيت،
نارًا تكتبُ كي تُحَبّ،
وتُحِبّ كي تُبقي العالمَ مشتعلًا بالمعنى.
#نصوص_تحاول_مجاراة_القصيدة
#طقوس_العشق
#دعبيرخالديحيي
تعليقات
إرسال تعليق