#طقسُ_القمرِ_العملاق (حينَ يشيخُ الضوءُ)
في ليالي الكهولة،
يُستعادُ القمرُ..
ولا يُرى.
يسقطُ ضوءُه من العمر،
ولا يسقط على العين.
يبزغُ من عتمتِه
فكرةً ..
لم تكتملْ في زمنِها،
ويعلو ببطءٍ ..
كأنّ السماءَ تتذكّرُ قدمَيها.
ليسَ أبيضًا،
هو لونُ الأثرِ حين يتلاشى،
لونُ صفحةٍ شاختْ من كثرةِ الحنين..
ولم يعدِ الحبرُ يعرفُ طريقَه إليها.
تدنو الكهولةُ منه..
تشمّه..
لهُ رائحةُ الثيابِ التي جفّت على حبلِ الصيف..
بقيتْ هناك وحدَها،
تستدرجُ ما تبقّى من هواءِ الذاكرة.
وتراه بلا شكل!
فالدائرة لا تعني شيئًا لمن جرّب اكتمالًا واحدًا،
ثمّ ..
اكتشفَ أنًه ناقصٌ في داخلِه.
والقمرُ، حين يثقلُ بالعمرِ ضوءُه،
لا يقودُ الخُطى،
يعرّي الظلالَ من صمتِها،
فيغدو الضوءُ آخرَ ما تقولُه العتمةُ قبلَ البكاء.
تنطقُ الكهولةٌ_ بعد أن تعلّمتْ أن الصوتَ لغةُ مَن يخسرون الوقت_ تهمس:
"يا مرآةَ المسافات المتأخرة، كيف صار الضوءُ يشيخُ قبل الظلال؟"
والقمرُ لا يجيبُها،
يزيدُ سطوعَهُ بمقدارِ جرحٍ،
ثمّ..
ينحسرُ بالدَقّة ذاتِها التي ينسحبُ بها الأملُ حينَ يتعب.
ذلكَ هو الطقسُ:
أن نواجهَ الضوءَ الذي لا يعترفُ بأعمارنا،
وأن ندعَ القمرَ ينقّبُ في أرواحِنا عمّا بقيَ نابضًا..
وإن لم يعدْ ناصعًا.
#طقوس
#دعبيرخالديحيي مرسين - تركيا 5 نوفمبر 2025
تعليقات
إرسال تعليق