تعدّد الساردين في رواية (بين حياتين) للكاتبة عبير خالد يحيي بقلم أ د محمد عبد الحميد خليفة
لا يعيش المرء في عمره المقدر له حياة واحدة بل حيوات متصلة تحت أثر التحول الذي يفرض على الإنسان فرضا من الخارج أو ينبع من داخله في حياة عامة ملؤها التغير والتبدل والتحول. وعلى مدى واحد وعشرين فصلا حاولت الكاتبة عبير خالد أن تقدم لنا تجربة سردية يتقاطع فيها الاجتماعي مع النفسي، بالقدر الذي يتقاطع فيه الخيالي مع الواقعي والسير ذاتي. غالية تلك المرأة ابنة طرطوس السورية التي تكتشف أن ابنتها نور الصغيرة يصاحبها في خيالها رفيق خيالي تخاطبه وترتبط وجوديًّا به، وعندما أخبرت أمها جدة الصغيرة، فاجأتها أنها كانت مثلها عندما كانت في سنها، تصادق هي الأخرى رفيقا خياليا هو عصام، وقد اهتمت غالية بمرجعية هذه الظاهرة النفسية لدى أطباء النفس عبر جوجل. لكن ليست هذه هي الحكاية التي أغرتنا بها الساردة والتي كان ممكنا أن تخلق منها سردا وحكايات تغوص بنا معها إلى سراديب النفس الإنسانية. وإنما تتجه بنا الساردة عبر فصول الرواية إلى حكاية غالية وحياتها التي انقسمت حياتين طفولة مع أمها وأخيها ومدرستها وأصدقائها صغيرة، وزوجة تلقفت أولى لكمات الحياة من قهر زوجها ونزقه وأمه معه ليتفننوا جميعا...