الشعراء في فضاء الفردوس قراءة ذرائعية في جدلية السؤال والمعنى قصيدة / ماذا يفعل الشعراء في الجنة/ للشاعر السوري منذر يحيى عيسى بقلم الناقدة د. عبير خالد يحيي
ينتمي النص إلى نمطٍ أدبيٍّ مفتوح يتخذ صيغة التساؤل الفلسفي-الشعري مدخلًا لإعادة النظر في التصورات الميتافيزيقية حول "الحياة الأخرى". فبدلًا من أن يكتفي بتصوير الجنة كفضاء مكتملٍ للنعيم الأبدي، يضعها النص في مرمى الأسئلة النقدية التي تتجاوز الخطاب الوعظي التقليدي، لتثير قضايا جوهرية عن معنى الوجود، والزمن، والعلاقة بين الإنسان والمتعة والمعنى. المنهج المعتمد هنا هو المنهج الذرائعي، عبر التركيز على: 1. المستوى العميق: الحفر في الدلالات الفكرية والرمزية وراء الخطاب. 2. المستوى النفسي (المدخل السلوكي-التساؤلي): تتبع البنية النفسية والذهنية التي تتحكم في إنتاج النص، ورصد السلوك اللغوي القائم على التكرار الاستفهامي. أولًا: المستوى العميق يتأسس النص على إشكالية وجودية كبرى: ماذا بعد تحقق الوعد؟ هل يتوقف الوعي عن طرح الأسئلة حين يدخل الإنسان الجنة؟ من خلال سلسلة طويلة من الأسئلة، يُعاد إنتاج الجنة كفضاء مفتوح للتفكير، لا كخاتمة مطمئنة. فالنص يحفر في عدة مستويات: الطقوس والعبادة: هل تسقط الفرائض بانتهاء زمن التكليف، أم تستمر العبادة ...