المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2025

فلسفة التفاصيل الصغيرة: قراءة ذرائعية في خاطرة /إلى الأشياء التي تصنع الفرح دون أن ندري/ للكاتبة السورية جمانا العامود بقلم الناقدة د. عبير خالد يحيي

صورة
       تُعدّ الخاطرة الأدبية أحد الأجناس التعبيرية الرقيقة التي تُنصت إلى الداخل الإنساني وتُفصح عن المشاعر بلغة مواربة بين الشعر والنثر. وهي نصوص لا تقوم على الحدث بقدر ما تقوم على الهمس، وعلى مراكمة الصور الحسية التي تستثير وجدان المتلقي وتحفّزه على التأمل. وفي هذا الإطار تأتي خاطرة الكاتبة جمانا العامود «إلى الأشياء التي تصنع الفرح دون أن ندري» لتعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتفاصيل اليومية التي يعبرها غالبًا دون انتباه، فتضيء تلك اللحظات الصغيرة التي تصنع الفرح في صمت. ينطلق هذا البحث من المنهج الذرائعي الذي يتيح قراءة النصوص من الداخل والخارج معًا، فيدرس مستوياتها الأخلاقية، الفكرية، النفسية، اللغوية، الديناميكية، الإيحائية، الحجاجية وصولًا إلى التجربة الإبداعية، بغية الكشف عن الأثر التأثيري للنص، وتحديد آلياته في بناء الدلالة واستثارة المتلقي. تكمن أهمية هذه القراءة في أنها لا تكتفي بتحليل البنية الجمالية، بل تذهب إلى الوظيفة الإنسانية والفكرية للنص، وكيف استطاعت الكاتبة عبر خطاب بسيط وشفاف أن تحوّل اليومي العابر إلى رمزٍ للطمأنينة، وأن تجعل من ...

طقوس العشق_ بقلم عبير خالد يحيي

صورة
هو سرٌّ يسكنُ بين خفقةٍ وحرف، ينبضُ كلّما صمتتِ القصيدة. أنا التي أُصغي إلى النارِ حين تهمس، وأخفي في صدري نداءاته في مساءٍ بعيد، حين خفتَ النورُ في الأشياء، أيقنتُ أن القصيدةَ وحدها تتنفّسُ نيابةً عني. كتبتُك وأنت هناك، وجدتُك في تلك المسافة بين الوجعِ والدهشة، في رعشةِ الكلمة حين تلامسُ الشغاف. أنا... صوتُ الحنينِ وقد تخلّى عن شكله، أغزلُ من صمتي وشاحًا للحروف، وأتركُ للعطرِ ميزةَ العبورِ بين الضلوع ليذكّرني بك. حين أمرُّ على المساء، تسهو عني الطرقات، وأصيرُ ظلًّا من نور، تبحثُ عنه القصيدةُ كلّما تنفّستْ ورقةٌ بيضاء. لا اسمَ لك في لغتي، لكنَّ قلبي يعرفُ حروفَك، ينبضُ لها كلّما ارتجفَ الحبرُ في وريدي. أكتبُك… لا لأراك، بل كي أهدأ، ويطمئنَّ قلبي أن صمتَهُ ما زالَ يُنجبُك. تتسلّلُ إليَّ كالماء في حجرٍ صبور، تسكنُ نواياي قبل أن أنطق، وتعلّمني أن الحُبَّ ليس قولًا، هو انحناءةُ روحٍ تلمسُ غيابَكَ. أنا شاعرة..من نصفُ حبرٍ ونصفُ لهب، أواريك في المجازات، أُطمركَ عميقًا في المعنى، كما تُخفي الأرضُ بذرتَها في ظلامها، لأن النورَ لا يولدُ إلا من عمقِ العتَمة. وحين يذوي لهيبي، لا أنهيك ولا أنتهي. ...

الأنوثة والهوية في /المرأة التي أسكنها/: قراءة ذرائعية في نصوص المجموعة النثرية للشاعرة السورية فيروز مخّول بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي

صورة
          «المرأة التي أسكنها» للشاعرة فيروز مخول مجموعة من النصًّوص الشعرية النثرية تُجسّد تجربة أنثوية عميقة تتخطّى البوح الذاتي إلى تأمّل الوجود بكل تجلياته. يتميّز العمل ببنيةٍ شعريةٍ أنثوية عميقة، تعبّر عن الوعي الجسدي، والاغتراب الوجداني، والحنين للوطن، عبر لغةٍ تجمع بين النثر الشعري والمشهد التصويري. من خلال اللغة، تبني الشاعرة وطنها البديل، وتحاور ذاكرتها ومصيرها في آن، لتجعل من القصيدة فعل وعيٍ وتحرّرٍ من النمطية الذكورية والاجتماعية. اعتمدت هذه الدراسة المنهج الذرائعي العربي كما نظّر له الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي وطوّرته الباحثة د. عبير خالد يحيي تطبيقًا ومفهومًا. وقد وُظِّف المنهج هنا بوصفه أداةً تكشف مستويات النصّ: الفكري، الأخلاقي، اللغوي، النفسي، الديناميكي، الإيحائي والبصري، بما يبرز التكامل بين الجمال والمعنى، بين الانفعال والفكر.   البنية البصرية العامة للكتاب : الكتاب يتكوّن من نحو ثمانين نصًّا شعريًّا نثريًّا، تتوزّع بين: -         نصوص الحب والأنوثة مثل: المرأة التي أ...