المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

طفولة لا تشيخ...تقديم المنظر العراقي عبد الرزاق عودة الغالبي لروايتي ( بين حياتين)

صورة
           وتظل ّ الدنيا ساحة للّعب، لا يجيد اللّعب فيها إلّا من عرف فنونها, وأدرك مسالكها، وفهم أنّ القلم الوحيد هو من يستطيع فكّ طلاسمها، فهناك قلم جريء وآخر جبان, وذاك قلم منافق وهناك قلم شريف، وأمضاهم قلمٌ مبدع شريف، والأخير هو من يسلك القاسم المشترك بين الدنيا وسكانّها, فهو يسرد ما يراه بذكاء وإبداع صادق، نقلًا من حيّز الواقع فوق ساحات الورق البيضاء, بأحداث يرسمها بحبر الحكمة والتجربة المغمّسة بالصّدق والأحداث الواقعية التي يمرّ بها هذا القلم النجيب, لتكون شاهدًا وبصمة لإبداعه بالمقارنة بين ما يحدث واقعًا وبين ما يُنقل رسمًا...      الروائية الناقدة عبير خالد يحيي هي الأخير من تلك الأقلام، سحبتها الدنيا من يختها قسرًا لتدخل عالمًا عجيبًا هندسيًّا يرسم الحياة فوق الورق بفرجال ومسطرة، دخلت عالم النقد العلمي، تعرّفت على مسالكه من مدنه وقراه وأريافه, أجادت التنقّل فيه من صوب إلى صوب, ومن حدب إلى آخر...جرّها هذا التنقل إلى استخدام واسطة لا تعرف الكذب ولا المجاملة ولا التحيّز، واسطة العلم المجسّد بالذريعة لكلّ ما يُكتب ويُقال, وقد ذهبت بعيدًا في هذا المسلك الوعر حتى بلغ فيها مبلغ

حول تيار الوعي والنسوية في رواية بين حياتين للأديبة السورية د/ عبيرخالد يحيي بقلم الناقد المصري د/ محمد الحداد

صورة
       يلجأ السرد في رواية (بين حياتين) للدكتورة عبير يحيى إلى الكثير من ملامح أسلوب تيار الوعي؛ حيث تنساب أفكار الشخصية الرئيسة (غالية) ونتابع حياتها، وصراعاتها، وأحاسيسها، عبر مستويات متعددة من الرواة يتمثل أحدها في الرواية الذاتية لشخصية غالية ذاتها، وفي الراوي المشارك في الأحداث، الذي تُغلِّب صيغ السرد ورؤاه أنه يتزيّا بزي أستاذها؛ إضافة إلى مذكراتها، والأسطر الشاعرية التي تفتتح بها بعض فصول الرواية، ومنولوجات الشخصيات، إلى جانب قصة قصيرة تسيطر على مساحة الفصل الثامن عشر؛ معبرة عن لحظة بدء الانعطاف والتحول في حياتها، بحسب عنوان الفصل، وبحسب الجملة التي يُعقِّب بها الراوي المشارك، دلالةً على اكتشافه لنبوغها الأدبي، وقراره بأن يتبناها فنيًّا وأدبيًّا. كما نجد فصلًا كاملًا يُروى على لسان الابنة؛ ثم يأتي ما يمكن أن نطلق عليه كسر إيهام السرد، في الفصل الأخير، المعنون بالنهاية لنجد صراعًا بين أستاذ غالية، وبين قرينها الخيالي؛ يدَّعي كل منهما فيه أنه السارد الذي تولَّى رواية الأحداث.        أحسنت الرواية استغلال الفضاء الطباعي للفصل بين مستويات السرد، والوصف، والحوار، والمنولوجات، وال