المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٢

تعدّد الساردين في رواية (بين حياتين) للكاتبة عبير خالد يحيي بقلم أ د محمد عبد الحميد خليفة

صورة
  لا يعيش المرء في عمره المقدر له حياة واحدة بل حيوات متصلة تحت أثر التحول الذي يفرض على الإنسان فرضا من الخارج أو ينبع من داخله في حياة عامة ملؤها التغير والتبدل والتحول. وعلى مدى واحد وعشرين فصلا حاولت الكاتبة عبير خالد أن تقدم لنا تجربة سردية يتقاطع فيها الاجتماعي مع النفسي، بالقدر الذي يتقاطع فيه الخيالي مع الواقعي والسير ذاتي. غالية تلك المرأة ابنة طرطوس السورية التي تكتشف أن ابنتها نور الصغيرة يصاحبها في خيالها رفيق خيالي تخاطبه وترتبط وجوديًّا به، وعندما أخبرت أمها جدة الصغيرة، فاجأتها أنها كانت مثلها عندما كانت في سنها، تصادق هي الأخرى   رفيقا خياليا هو عصام، وقد اهتمت غالية بمرجعية هذه الظاهرة النفسية لدى أطباء النفس عبر جوجل. لكن ليست هذه هي الحكاية التي أغرتنا بها الساردة والتي كان ممكنا أن تخلق منها سردا وحكايات تغوص بنا معها إلى   سراديب النفس الإنسانية. وإنما تتجه بنا الساردة عبر فصول الرواية إلى حكاية غالية وحياتها التي انقسمت حياتين طفولة مع أمها وأخيها ومدرستها وأصدقائها صغيرة، وزوجة تلقفت أولى لكمات الحياة من قهر زوجها ونزقه وأمه معه ليتفننوا جميعا في قهرها زوجة

( لملمات) - 1

صورة
  غريبة طفلة صغيرة, تبيع الرود لروّاد المقاهي في البلد الشقيق, وقفت أمام واجهة العرض, تختارُ فستانَ العيد _ " لا .. أمي, أريد الأبيض, لن ألطّخه, أعدُك". لآلئ برّقة تدحرجتْ على مرجٍ أقحواني, هابطةً إلى واد بعمق قامتها, تمتمات هامسة: _ " رحمة الله عليكِ أمي".   غريب تعالتْ التكبيرات, ازدانت الساحات بضحكات الأطفال, ازّخرفتْ بألوان ملابسهم, وقفَ يرمقهم بنظرة حرمان, تستر بدنُه أسمال,   ممسكًا بيده الصغيرة صندوق بضاعته من الحلوى, يغيب بذاكرته هناك.... _" كنّا مثلهم, بل كان العيد في بلادنا أجمل".   غربة تعالت التكبيرات تزفُّ قدومه, الأميرة التي غفتْ حاضنةً ثيابها الجديدة, أيقظتها قبلات والديها, ارتدتْ ملابسها, وتحضّرت للقاء الأقرباء, كانوا جميعهم بانتظارها, حيّتهم, وملأت الشاشة المضيئة قبلات.     حدود على حدود الغربة, وبعد رحلة تنوّعت بين برّ وبحر, ثمّ بر, أمام أسوار نصبوها, ينظر الصغير إلى أبيه, يتساءلُ بقلق....: _ " أبي, هل يعرفُ العيدُ الطريقَ إلى هنا؟!".

مقدمة لديوان ( لم أنا) للشاعرة اليمنية / ملاك القحطاني / من منشورات دار ( المبدعون) بقلم الناقدة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي

صورة
    درجت العادة عندي- عندما يطلب مني التقديم لديوان أو مجموعة قصصية – أن أذهب إلى تفحص العنوان مباشرة,   سيما إذا كنت لا أعرف الشاعر معرفة كافية, لا شخصيًا ولا أدبيًا, أنظر إليه (العنوان) باعتباره عتبة علي أن أتخطاها متفحّصة, أو بابًا يُغلق على محتوى الديوان, وعلي أن أفتحه لألج إلى الداخل, أقرأ من خلاله الشاعر أيضًا, إذ تتبدّى لي من خلاله الملامح الخارجية, وكذلك بؤرة التنوير القابعة في ظلام دواخله المجهولة أساسًا بالنسبة لي ... الشاعر يختار أقرب قصيدة إلى نفسه, ويجعلها صورة يضعها في الصدارة, مرسوم فيها صورته هو , دواخله هو , والكل ينظر إليها من زاويته, لكنها تبقى محط أنظار الجميع . )  لمَ أنا ) كانت تلك الصورة المتصدرة, والتي اعتبرتها كبؤرة أساسية ثابتة Static Core وقد كانت فعلاً كذلك إذ حوت جميع المواضيع التي عرضت لها الشاعرة /ملاك القحطاني / في نصوصها, ضجّت بالتساؤلات الحائرة, عن أعماق الأنثى, المثقلة بالأحزان, والآهات والشقاء, والظلم والألم , وما يرافق ذلك من تداعي الجوارح لآلام الروح ... عندما تكتب عن الحب تستغرقها الحالة, لكنها تبقى تذكّرنا بأنها الشامخة المعتزة بنفسها,

قراءة الأديبة السورية هدى ابراهيم أمون في رواية (بين حياتين)

صورة
  رواية بين حياتين للدكتورة عبير خالد يحيى الرؤية الانطباعية بقلم هدى إبراهيم أمون : امتازت رواية بين حياتين بالثراء الفكري والبعد النفسي للشخصيات ذات المسار الاجتماعي ضمن أوضاع اسثنائية, تجلى ذلك في الرسالة الحياتية لبطلة الرواية (غالية) وابنتها (نور) المثقلة عوالمهما بأوجاع المرأة العصرية ومواجهة ظروف الواقع المزري والعادات البالية التي عبّرت عنها الكاتبة في الهيمنة الذكورية على المرأة وتجاهل مستواها الثقافي ومحاولة كسرها وإذلالها. وتلك رسالة صارخة من الدكتورة الأديبة عبير خالد يحيى تنبّه من خلالها المجتمع العصري الذي يدّعي تحرّر المرأة ونيل حقوقها ذلك التحرّر الزائف الذي يحتاج إلى الجرأة الكبيرة إلى جانب سلاح العلم والوعي كي تتمكن المرأة من جعل ذلك التحرّر حقيقيًّا .. هدى إبراهيم أمون تحياتي وتقديري لفكرك وقلمك المميز دكتورة عبير دمتِ بتألق وإبداع  

قراءة الناقد السوري لمار يوسف في رواية ( بين حياتين)

صورة
  قد أبدو متطفلًا على واحة النقد الأدبي.. لا. بل أنا متطفل بالفعل عندما أتخبّط بين أفنان د.عبير الوارفة ذات الظلال الكثيفة على اللغة ومفرداتها، حيث لا أستطيع الغوص ولا متابعة من لهم الباع الطويل في هذا المجال، غير أنني أجد نفسي لا شعوريًّا مشدودًا إلى تلك الكلمات التي تسحبك رويدًا رويدًا كالرمال المتحركة لتغرق في التفاصيل . بين   حياتين ... تعيش فيها حيوات كثيرة, لأجيال متعاقبة, مرّت عليها ظروف حالمة وقاسية في آن, تمتد بك فترة من الزمان من بداية الربع الأخير للقرن الماضي وحتى أحداث العشرية الثانية من القرن الحالي تحياتي للدكتورة عبير ولكل من أسهم ويساهم في هذه السهرة، وأخصّ من لها اليد الطولى في النقد والحديث عن هذه الرواية بالذات الأستاذة ليلى احمد . تقبلوا تحياتي وشكري لجهودكم  

قراءة في رواية ( بين حياتين) للروائية د. عبير خالد يحيي بقلم الأديب التونسي محمود بقلوطي

صورة
    بدأت كتابة روايتها "بين حياتين" سنة2016 وأتمتها أواخر 2018 ونشرتها في منتصف 2020 هذا ماصرحت به الدكتورة الكاتبة والناقدة الذرائعية "عبير خالد يحيى " وهي تجربتها الأولى في هذا الجنس الادبي . الرواية بين حياتين: هي رواية نفسية بامتياز استحضرت فيها الكاتبة القرين الوهمي عصام ليلازم بطلتها الأساسية غالية فترة طفولتها ولم يتركها في سن السادسة كما يفترض, بل انساقت معه في فترة الشباب والكهولة حتى سن الأربعين وهذا ما جعل البطلة فاقدة البوصلة الاجتماعية وتعيش أزمات حياتية نفسية تفكر (كطفلة تكره الكبار) حتى زواجها كان مبنيًا على أن الزوج مصطفى يشبه القرين الوهمي عصام, هذا الزوج النرجسي الذي يعيش عقدة نقص من زوجته الدكتورة, وهذا ما جعله يحاول دائما تعنيف زوجته غالية وإذلالها وسرقة نصيبها من الشركة وهذا ما   جعلها تنصرف للاهتمام بابنتها ولا تهتم حتى حين تزوج عليه ا. عاشت غالية هذه الحياة الأولى التي طالت هزات وانتكاسات نفسية مرضية, كآبة، النوم القهري, أثرت كثيرا على مسيرة هذه الفترة الأولى من حياتها. وهذا ما وضحته الكاتبة في أكثر من ثلثي الرواي ة . ولكن عند

قراءة في رواية (بين حياتين) للروائية الدكتورة عبير خالد يحيي بقلم الأديبة السورية فاطمة الطايع

صورة
  بإبداعٍ كبير سطّرت روائيًا الدكتورة والناقدة الذرائعية عبير يحيى في روايتها "بين حياتين" مراحل مفصّلة من تاريخ سوريا نجحت فيها ببراعة مطلقة باختيارها لشخصية غالية لتأخذ دور البطولة في روايتها, وفي زجّها لبعض الشخصيات الثانوية في بؤرة الأحداث كشخصية أم سامي صهر غالية, هذه المهندسة المشوّهة بالحروق والتي يفكر فيها ابنها دومًا ويحلم بالتعرف عليها كما ورد في الصفحة ١٦٢ (لم أشمّ رائحة أمي قطّ، وكلّما تنشقت عطرً ا شذيًّا أقول لعلّ رائحتها مثل هذا العطر)   وحين تسنح له الفرصة بزيارتها ترفض لقاءه وتتبرأ منه . ومن خلال هذه الشخصيات استطاعت الكاتبة بسردها الشيق أن تتنقل برشاقة لغتها من جيل الآباء :غالية، مصطفى، عامر، سما, إلى الجيل السابق :الأم والأب والجدة ثم جيل الأحفاد نور، سامي، سليم، وتكون بذلك قد رصدت أحداث ما يقارب النصف قرن وحيوات ثلاثة أجيال خلال حروب مؤثرة مرّت على سوريا وثّقتها الكاتبة في أثناء السرد . لم تسرد د.عبير يحيى أحداث الرواية بشكل متسلسل بل استخدمت تقنية الإسترجاع (flashback) أي الرجوع من الحاضر إلى الماضي ثم لتعود وتسير بالقارئ إلى الأمام بتقنية الاستباق

أوجه النزعات الحياتية المتضاربة في رواية بين حياتين للروائية عبير خالد يحيى بقلم داحة حليمة _ المغرب

صورة
  شكلت رواية بين حياتين ل ل روائية عبير خالد يحيى منعطفا روائيًّا جديدًا مليئًا بالنزعة الحياتية المتفرعة إلى دروب وأوجه لا متناهية؛ فكل حدث هو تطلع لحدث آخر, وفي نفس الوقت رجوع إلى ديمومة الذاكرة , لنجد أنفسنا أمام تضارب هاته النزعات الحياتية بين فينة وأخرى إلى ماض وحاضر وحاضر وماضي . ولقد نجحت الروائية في تعقب هاته النزعات الحياتية المتضاربة في هاته الرواية بدقة متناهية في الوصف معتمدة في ذلك على التخيل الإبداعي الجميل للبوح . وقد تعددت هاته النزعات إلى مايلي : .1 نزعة نفسية : يشكل العالم الطفولي البراءة الجياشة وقد تمكنت الشخصية المتخيلة التي تعيش فيها الطفلة من أن تزرع في نفسها عالما متخيلا تحاصر به وحدتها . والدليل على ذلك :"ما ان خرجت حتى سارعت غالية إلى إكمال نقاشها مع عصام شبحها المفترض " صفحة 16 . " عصام أرجوك لا تتركني ولماذا تتركني؟ ماذا فعلت لك؟ بماذا أغضبتك حتى تتركني؟ . " " كنت معي منذ وعيت على الدنيا منذ اكثر من ثلاث سنوات " صفحة 17   .2 نزعة متجددة: في هاته النزعة نرى أن هاته الشخصية حاولت الانعتاق من عالمها الواقعي من أجل ا