قراءة في رواية ( بين حياتين) للروائية د. عبير خالد يحيي بقلم الأديب التونسي محمود بقلوطي
بدأت كتابة روايتها "بين حياتين"
سنة2016 وأتمتها أواخر 2018 ونشرتها في منتصف 2020 هذا ماصرحت به الدكتورة الكاتبة والناقدة الذرائعية "عبير خالد يحيى"
وهي تجربتها الأولى في هذا الجنس الادبي.
الرواية بين حياتين:
هي رواية نفسية بامتياز استحضرت فيها الكاتبة
القرين الوهمي عصام ليلازم بطلتها الأساسية غالية فترة طفولتها ولم يتركها في سن
السادسة كما يفترض, بل انساقت معه في فترة الشباب والكهولة حتى سن
الأربعين وهذا ما جعل البطلة فاقدة البوصلة الاجتماعية وتعيش أزمات حياتية نفسية
تفكر (كطفلة تكره الكبار) حتى زواجها كان مبنيًا على أن الزوج مصطفى يشبه القرين
الوهمي عصام, هذا الزوج النرجسي الذي يعيش عقدة نقص من زوجته الدكتورة, وهذا ما
جعله يحاول دائما تعنيف زوجته غالية وإذلالها وسرقة نصيبها من الشركة وهذا ما جعلها تنصرف للاهتمام بابنتها ولا تهتم حتى حين
تزوج عليها.
عاشت غالية هذه الحياة الأولى التي طالت هزات وانتكاسات
نفسية مرضية, كآبة، النوم القهري, أثرت كثيرا على مسيرة هذه الفترة الأولى من
حياتها. وهذا ما وضحته الكاتبة في أكثر من ثلثي الرواية.
ولكن عندما تحولت البطلة من دكتورة إلى أديبة
ناقدة بفضل الفيلسوف الناقد الذي تعرفت عليه عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي تحررت. وأصبحت مهتمة بالشأن العام.. بما هو
موجود في المجتمع,فكتبت قصة قصيرة ومقالة عن الرجل.. هي لحظة فارقة قتلت فيها
القرين الوهمي وبنت صداقة واقعية وهذا هو الجزء النير في حياتها..
نوع الرواية:
الرواية كلها صراعات. ثنائية بين:
خيال/واقع.. حياة/ موت..خير/ شر
حرب /سلم.....سلامة /عنف.... حب/ كره..
والصراع الأساسي بين الواقع والخيال...
رواية حديثة معاصرة مزجت فيها الروائية الدكتورة
عبير خالد يحيى أجناسًا أدبية متعددة ومختلفة
في لغة شفيفة سلسة..( الشعر، الخاطرة، المقال.
القصة القصيرة، الأسطورة وشبكة التواصل الاجتماعي) فأعطتنا نوعًا إبداعيًا جديدًا
في السرد الروائي يُحسب لها.
تعليقات
إرسال تعليق